الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه صوب إجراء لم يتخذه منذ 22 عاماً
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه صوب إجراء لم يتخذه منذ 22 عاماً
كشف تقرير حديث أن التضخم المحموم يؤدي إلى زيادة الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ إجراءات صارمة للسيطرة على الأسعار.
قال جيمس بولارد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إنه أصبح أكثر تشددًا “بشكل كبير” ويدعم الآن رفع أسعار الفائدة بنقطة مئوية كاملة بحلول الأول من يوليو.
وبالنظر إلى أنه لن يكن هناك سوى 3 اجتماعات لمجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل ذلك الوقت، فهذا يعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتعين عليه رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماع واحد، بدلاً من التحركات النموذجية بنحو ربع نقطة مئوية. فيما لم يقم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة منذ عام 2000، أي خلال 22 عاماً.
في الوقت الحالي، يرى المستثمرون أن قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في مارس أصبح حقيقة مؤكدة بنسبة تقترب من 100%.
يأتي هذا التحول بعد أن أظهر تقرير جديد أن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 7.5% في يناير، وهي أسرع مكاسب في 12 شهرًا منذ عام 1982. وليس هذا فقط، فقد تسارع التضخم بشكل غير متوقع على أساس شهري.
في مذكرة بحثية حديثة، قال ألكسندر لين، الاقتصادي الأميركي في بنك أوف أميركا: “تتزايد المخاطر بالنسبة لرفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس”.
لكن لا شيء من هذا ينسجم مع سوق الأسهم. فقد انخفض مؤشر داو جونز 425 نقطة ، أو 1.2% في تعاملات الخميس الماضي، مسجلاً أدنى مستوياته في الجلسة.
في الوقت نفسه، فإن حقيقة أن المستثمرين ومسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنوك وول ستريت يفكرون حتى في مثل هذا الرفع العنيف لسعر الفائدة أمر مؤكد. وقبل بضعة أشهر فقط، كان الجدل حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة مرتين أو ثلاث مرات هذا العام. الآن، هناك شعور متزايد بأن شهر مارس وحده سيكون بمثابة ارتفاع مزدوج.
يرى بيتر بوكفار، كبير مسؤولي الاستثمار في “بليكلي أدفيسوري غروب”، أنه سيكون من “الغريب” أن ترتفع أسعار المستهلكين بنسبة 7.5% وأن تكون استجابة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأولية مجرد رفع بسيط لأسعار الفائدة.
فيما كان بنك أوف أميركا يدعو إلى 7 زيادات في أسعار الفائدة هذا العام، مما يشير إلى تحرك بنحو ربع نقطة في كل اجتماع بداية من مارس المقبل. ولكن بعد تقرير التضخم الأخير، أشار محللو البنك الأميركي، إلى أنه قد تكون هناك حاجة إلى خطوة أكثر قوة لمواجهة التضخم.
يريد بنك الاحتياطي الفيدرالي تجنب رفع أسعار الفائدة بقوة لدرجة أنه يثير فزع المستثمرين الذين اعتادوا الآن على أسعار منخفضة للغاية. قال بنك أوف أميركا: “بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يريد مفاجأة الأسواق”.
التعليقات مغلقة.