الإمارات تعلن نجاح تشغيل أول مفاعل عربي للطاقة النووية السلمية
بعد تأجيل دام ثلاث سنوات، أعلنت الإمارات، يوم السبت، نجاحها في تشغيل أولى مفاعلاتها النووية لإنتاج الكهرباء، الواقعة في غرب العاصمة أبو ظبي، ضمن برنامجها لتنويع مصادر الطاقة، وفق معايير السلامة العالمية.
وتستهدف الإمارات الوصول لطاقة إنتاجية قدرها 5.6 غيغاواط من الكهرباء، والحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا، أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرق كل عام، وهي أهداف مشروطة بالتشغيل الكامل للمحطات الأربع المطلة على الخليج العربي، التي تقدر تكلفة بناؤها بـ 24.5 مليار دولار.
أول مفاعل عربي
وبحسب وكالة الأنباء الإمارتية “وام” فإن تشغيل محطة “براكة” للطاقة كأول مفاعل نووي سلمي من نوعه عربيا، يأتي بجهود من شركة “نواة”، التي تتولى تشغيل وصيانة المحطات الأربع التي شرعت في تشييدها منذ يوليو 2012، الشركة الكورية الجنوبية (كيبكو)، المتخصصة بمجال الطاقة الكهربائية، وذلك بعد حصولها على الرخصة الإنشائية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة في أبو ظبي.
وأوضحت هيئة الرقابة النووية، التي أصدرت رخصتي تشغيل المحطة في فبراير(شباط) الماضي، وإتمام تحميل حزم الوقود النووي هذا العام، أن شركة نواة التابعة للحكومة حققت كافة الشروط التنظيمية لبدء التشغيل بعد عمليات تفتيش ومراقبة دورية لضمان سلامة المحطة.
خطوات متسارعة
من جانبه، أكد رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد “أن هذا الإنجاز الذي تم بمشاركة أصيلة فاعلة من الكفاءات الوطنية يشكل إضافة نوعية عالية القيمة تترسخ بها مكانة دولتنا في هذا القطاع الحيوي الذي يعد حكرا على قلة من الدول.”
ويأتي المفاعل النووي بعد تشكيل حكومي جديد شمل إنشاء وزارة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وإطلاق مسبار الأمل إلى المريخ قبل أسبوعين، الذي وصفه رئيس دولة الإمارات بأنه يؤكد خطوات بلاده المدروسة في مسيرة بناء المعرفة في المجالات كافة”، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وقال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، في تغريدة على حسابه على “تويتر”، إن “فرق العمل نجحت في تحميل حزم الوقود النووي وإجراء اختبارات شاملة وإتمام عملية التشغيل.”
ربع احتياجات الكهرباء
وتقع محطة “براكة” للطاقة النووية في منطقة الظفرة في إمارة أبو ظبي، وتطل على الخليج العربي وتبعد نحو 53 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس، وكان من المقرر تدشينها عام 2017، لكن تشغيل أول مفاعلاتها أرجئ أكثر من مرة لأسباب تتعلق بالسلامة.
وسيؤدي المشروع عند اكتماله دورًا أساسيًا في تنويع مصادر الطاقة في الإمارات، وسيوفر كمية كبيرة من الطاقة للمنازل والشركات والمنشآت الحكومية مع تقليلها للبصمة الكربونية.
وعند التشغيل الكامل للمحطات، فإن مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة (APR1400) ستوفر نحو ربع احتياجات البلاد من الكهرباء، وفقا للإحصاءات الرسمية بالموقع الرسمي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية.
دعم دولي
وفي سياق متصل، أشادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تشرف على الصناعة النووية في العالم بمحطة “براكة”، وعدت هذه الخطوة بالنسبة للإمارات مهمة على الطريق نحو التشغيل التجاري وتوليد طاقة نظيفة.
وقالت الوكالة الدولية في تغريدة بموقعها الرسمي بتويتر، إن “الوحدة الأولى في المحطة حققت أول مستوى حرج لها”، أي توليد أول تفاعل تسلسلي انشطاري محدد.
خالية من الانبعاثات
وتصف الإمارات المحطات الأربع للطاقة النووية محركا للنمو، حيث ستنتج فور تشغيلها بالكامل 25 بالمئة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، بحسب محمد الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الطاقة النووية بالبلاد.
وكشفت المؤسسة الإماراتية عن اكتمال الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية، وتسليمها لشركة “نواة” التابعة لها، تمهيداً لبدء مرحلة الاستعدادات التشغيلية، بينما وصلت الأعمال الإنشائية في المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحلها النهائية، ما يرفع النسبة الكلية للإنجاز في المحطات الأربع إلى أكثر من 94 في المائة.
التعليقات مغلقة.