الإمارات العربية المتحدة تدعو لخفض التصعيد في المسجد الأقصى
أدانت دولة الإمارات، أمس، بشدة اقتحام مستوطنين متطرفين باحة المسجد الأقصى المبارك بحماية من القوات الإسرائيلية. وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، وضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
ودعت الوزارة السلطات الإسرائيلية إلى خفض التصعيد، وإنهاء حالة من التوتر والاحتقان، كما أكدت على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب الانجراف إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
كما شددت الوزارة على أهمية دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذه الأثناء، أعربت كل من البحرين والكويت ومصر عن استنكارها الشديد لقيام مستوطنين متطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، مشددة على ضرورة التهدئة، والدفع قدماً بعملية السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط. وأكدت موقفها الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة، وفقاً لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
واشتبكت الشرطة الإسرائيلية، أمس الأول، مع فلسطينيين داخل المسجد الأقصى، فيما دعا الموفد الدولي إلى الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، الإسرائيليين والفلسطينيين إلى «أقصى درجات ضبط النفس». وقال وينيسلاند: «رسالة المجتمع الدولي واضحة: تجنبوا تصعيداً جديداً».
وكان آلاف الإسرائيليين المشاركين في «مسيرة الأعلام» دخلوا عبر باب العمود إلى البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، محتفلين بمرور 55 عاماً على احتلال الشطر الشرقي منها، وذلك بعد سنة على تصعيد دام مع قطاع غزة تفجّر بعد مسيرة «يوم القدس».
وأثارت هذه المسيرة التي ينظمها الإسرائيليون، غضب الفلسطينيين الذين يسعون إلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وفرقت القوات الإسرائيلية عشرات الشباب الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية في شارع صلاح الدين على بعد مئات الأمتار.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل نحو «40 إصابة، على الأقل، في محيط وداخل البلدة القديمة» خلال مواجهات نقلت 15 منها إلى المستشفى. وأكدت «الهلال الأحمر» أن الشرطة الإسرائيلية «اعتدت بالضرب على طواقمنا في محيط باب العمود».
وقال من جهة أخرى، إن طواقمه في كل من رام الله ونابلس في الضفة الغربية تعاملت مع نحو 60 إصابة خلال احتجاجات رافضة لمسيرة الأعلام ومواجهات مع القوى الأمنية الإسرائيلية. ونزل فلسطينيون إلى الشارع في مناطق عدة في الضفة الغربية المحتلة، وحملوا الأعلام الفلسطينية. ودانت وزارة الخارجية الأردنية «السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك»، معتبرة أن ذلك «تمّ تحت حماية الشرطة الإسرائيلية»، وحذرت من تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بالمسيرة في القدس المحتلة. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، أمس، عن الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول قوله: إن «اقتحامات المتطرفين وتصرفاتهم الاستفزازية تُعتبر انتهاكاً للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي». وشدد على أنّ «المسجد الأقصى المبارك، الحرم القُدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأنّ إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه».
وطالب الناطق: «إسرائيل بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته»، مشدداً على ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك.
التعليقات مغلقة.