الإمارات .. أمطار الخير لا الهدم
بقلم / محمد شمس الدين – رئيس تحرير ومؤسس مجموعة مجلة استثمارات الإماراتية ومنتدى المستقبل للاستثمارات العربية " FF2020AI
منذ عيشي على أرض الإمارات الطيبة المباركة من ثلاثون عاماً وبحكم عملي وتخصصي في الصحافة الاقتصادية وهي الصحافة التي تعني في المقام الأول بقدرات الدول على مجابهة التحديات الاقتصادية التي تشكل قاعدة الاستقرار والتطور والنماء، لم أجد ما يشغل بال وفكر ويتصدر أولويات واهتمامات القيادة الرشيدة “حفظها الله تعالى”، كتحدي رئيسياً ماضيا ًوما زالت تشكل هاجس الحاضر والمستقبل، سوى مشكلة محدودية إن لم نقل شح مورد المياه.
فبقدر ثراء دولة الإمارات بالنفط وبقدر ثراءها بتجاربها ومنجزاتها الريادية التي حلقت للعالمية وتبؤت بها الدولة مراتب ريادية في مسارات ومؤشرات اقتصادية على الصعيدين الإقليمي والعالمي بشهادة مؤسسات التنمية الدولية، وما حققته من نموذج ملهم للعالم أجمع في غضون 50 عاماً منذ تأسيس اتحادها المبارك، فإن وقوع دولة الإمارات ضمن الحزام الأكثر جفافاً في العالم يشكل قضية محورية لم تبخل القيادة الرشيدة للدولة، على وضع كافة السبل والممكنات وأفضل الممارسات العالمية في التصدي لها وإيجاد حلول بدء من ثقافة الترشيد في استخدام الموارد المائية المحدودة أو عبر إقامة أكبر المشاريع عالمياً في تخزين المياه الجوفية أو تجارب وابحاث الاستمطار.
عن نفسي أدرك تماماً كما يدرك جل من يقيم على أرض تلك الدولة المباركة مدى الأحساس بفرحة هطول الأمطار والتي تأتي في زيارات متقطعة وبمعدلات غاية في التدني ولكنها فرحة لا تعادلها فرحها لها قدسية لدى الإماراتيين أبناء تلك البلد التي قهرت جل التحديات.
وحينما باتت الإمارات على موعد مع أقدار التغيرات المناخية بزيادة كميات ومعدلات هطول الأمطار خلال الأعوام القلائل الماضية والتي كان أكثرها تدفقاً ما حدث الأسبوع الماضي، وما رافقها من اندهاش لكمية هطولها حيث أُعتبرت ألأكبر في تاريخ الإمارات وبلغت 254.8 ملم وفقا للمركز الوطني للأرصاد الجوية بما يساهم كحل يتأتي استجابة من رب الكون سبحانه وتعالى لمساعي الإمارات في مسيرة البناء والخير والمحبة لكل شعوب العالم، وكحصاد لرؤية وفلسفة القيادة الرشيدة حفظها الله تعالى بأن تكون الإمارات من أولى دول العالم منحاً للمساعدات والمعونات، بأن تأتي تلك الأمطار الدافقة بأنها خير للإمارات يتمثل في زيادة المخزون المائي وكبشرى مطمئنة بأن الخير قادم على تلك البلد الطيبة.
ما يؤلمني ما استعرت به منصات التواصل المجتمعي لدى بعض الجهات والدول من بث حملات شماتة بما خلقتها تلك الموجة من الأمطار من بعض الأضرار الطبيعية التي تترافق وتحدث حتى في أكثر دول العالم تقدماً وتطوراً وفي الدول التي لها سجل عالمي في التصدي لتلك المخاطر كاليابان والولايات المتحدة وغيرها، نعم كانت أضرار بسيطة ومحدودة ولكننا نتكلم عن دولة الإمارات التي ما فتئت أن تنظر للمستقبل وتتصدى لتحدياته حتى قبل أن تحدث وتقود جهود عالمية في مضمار البيئة، وهو ما يجعل القدرة على التمحص في الدروس المستفادة من تلك التغيرات المناخية تتراكم معها منجزات الإمارات وأن تكون أمطار الإمارات .. أمطار الخير وليست أمطار الهدم كما يحلو القول والوصف للشامتين والحاقدين والناعقين لكل ما حققته الإمارات من تطور هائل عجزوا كثيراً عن ملاحقته.
.
التعليقات مغلقة.