الإقتصاد العالمي و “تأثير التصعيد بالشرق الأوسط علي النفط والأسعاربالفترة القادمة”

أجرته\ رباب سعيد

مراسلة مجلة استثمارات الإماراتية شؤونمصر وشمال إفريقيا

يشهد الشرق الأوسط تصاعد  عسكري جعل البعض  يتخوف  من تأثر أسعار النفط بما يؤدي إلى زيادة مستويات الأسعار، في وقت تكافح فيه الدول لضبط معدلات التضخم.

وبدأت سلسلة الأحداث في الشرق الأوسط خلال الربع الأخير من العام الماضي، بنشوب الحرب في غزة، والتي أصبحت صدماتها تتفاقم في المنطقة، وأثرت على التجارة الدولية في البحر الأحمر بسبب الضربات التي تنفذها جماعة الحوثي المدعومة من إيران..وبحسب تقرير” لوكالة فرانس برس.”

وضع محللون وخبراء اقتصاديون عدة سيناريوهات، إما باستمرار استقرار أسعار النفط، أو أننا قد نشهد ارتفاعات مهولة إذا توسعت رقعة الصراع ….لتطال معابر مهمة تنقل شحنات الخام، مشيرين إلى أن هذا السيناريو الأقل تفضيلا لديهم خاصة مع وجود عوامل تدعم استمرار استقرار الأسعار ووجود قوات عسكرية غربية في المنطقة تسعى للحفاظ على خطوط الملاحة البحرية.

وتعيق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي تمر عبره 12 في المئة من التجارة العالمية، وقد تسببت بمضاعفة تكاليف النقل، نتيجة تغيير شركات الشحن مسار سفنها حول جنوب أفريقيا

الاضطراب الاقتصادى  أحد المخاطر المرشحة للتفاقم بالفترة المقبلة

وفي هذا الصدد  أوضحت  الدكتورة إيمان زهران أستاذ العلوم السياسية بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة  ل” مجلة استثمارات الإماراتية”

أن  فى ظل عدد من المؤشرات المرتبطة بالحرب على غزة، خاصة  ما يتعلق بتقديرات البنك الدولى من إحتمالية تطويع العرب لـ “أوراق النفط” مقابل التوطئة بالقضية الفلسطينية تأسيسا على الخبرة التاريخية إبان حرب أكتوبر 1973 و فرض الأعضاء العرب في منظمة أوبك، بقيادة المملكة العربية السعودية، حظرا على مبيعات النفط إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ردا على قرار واشنطن إعادة إمداد الجيش الإسرائيلي

ثانيا  يترتب على تكثيف جماعة الحوثيين لضرباتها المتلاحقة بالبحر الأحمر وإنعكاس ذلك على اضطراب حركة التجارة العالمية. بالتوازى مع بطيء التعافى الاقتصادى جراء جائحة كورونا وما لحق بذلك من توتر بمؤشرات حركة التجارة وسلاسل الامداد الغذائى كإنعكاس للحرب الروسية الأوكرانية.

ثالثا غموض مستقبل “مشروعات الاندماج الاقتصادى العربى الاسرائيلي” على كافة المستويات التنموية والطاقوية.

حجم التأثير هيرتبط بصورة مباشرة فى المشاركة العربية بتأمينات ملف الطاقة للكتلة الأوروبية فى ظل تنامى حدة الاضطرابات والانعكاسات السلبية للحرب الروسية الاوكرانية على ملفى الطاقة والأمن الغذائى

مشيرة إلي  مدى تطويع العرب لورقة الطاقة والغاز للضغط على القوى الدولى خاصة بمنظمة الاوبك للضغط على إسرائيل لانتزاع هدنة وقرار بوقف إطلاق النار والانتقال لمرحلة التفاوض السياسي حول مسألة الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية

مستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية 

وأردفت الدكتورة أيمان زهران أن   عدد من الفرضيات  الخاصة بإستشراف مستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية فيما بعد أحداث غزة، وفى مقدمتها المنظورين السياسي والاقتصادى

من ناحية المنظور السياسي تبنى بشكل واضح على الموقف العربى من “إتفاقيات التطبيع”، إذ من المُحتمل حدوث جموداً في مسار التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل برغم كافة الضغوط الأمريكية. إذ لم يعد بمقدور عدد من العواصم العربية، سواء التي أبرمت إتفاقيات التطبيع أو المُحتملة خلال الفترة القادمة، أن تجد أي مبررات لهذا النهج فى ظل تصاعد منحنى الأحداث بغزة، ومن ثم، فالحديث عن توسيع ما يسمى بـ”معسكر السلام” من خلال الإتفاقيات الإبراهيمية قد يُعاد النظر إليه مرة أخرى وفقا لإعتبارين، أولا: غضب الشعب العربى جراء ما يحدث من “عقاب جماعى” و”إبادة ممنهجة” لشعب غزة بما قد يضغط على قرارات الحكام العرب نحو تجميد أى مُباحثات قائمة أو مُحتملة فى هذا الشأن .

وثانيا: الإنكشاف الأمريكي فى ظل التأييد الكامل للجانب الإسرائيلي دون النظر لأى معايير سياسية أو إنسانية قياسا على تناول الحكومة الديموقراطية والرئيس جو بايدن للحالة الأوكرانية

أما المنظور الاقتصادى أشارت استاذة العلوم السياسية أن  تلك النقطة  تتعلق بغموض مستقبل مشاريع الاندماج، خاصة “الممرات الاقتصادية”، إذ من المُرجح إعادة النظر مرة آخرى فى المشروعات التنموية والاقتصادية ذات التشابكات الاقليمية والدولية بالنظر إلى حجم التفاعلات العسكرية لجماعة الحوثيين بالبحر الأحمر، وفى مقدمتها مشروع “الممر الاقتصادى الهندى”، نتيجة لتراجع نشاط ميناء إيلات،

فعلى سبيل المثال وفقا لتصريحات الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي، فإن نشاط الميناء قد شهد انخفاضاً بنسبة قد تتجاوز الـ 85% منذ أن كثف الحوثيون في اليمن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر كرد فعل لحالة طوافان الأقصى ودعما لحركة المقاومة حماس

حجم التأثير هيرتبط بصورة مباشرة فى المشاركة العربية بتأمينات ملف الطاقة للكتلة الأوروبية فى ظل تنامى حدة الاضطرابات والانعكاسات السلبية للحرب الروسية الاوكرانية على ملفى الطاقة والأمن الغذائى

 

مدي انعكاس هذا علي مصر ودول الخليج

تقول الدكتورة إيمان زهران ” مجلة استثمارات الإماراتية” أن ثمة انعكاسات متباينة على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والامنية على مصر وذلك بالنظر لدورها الرئيس والبارز فى إدارة الملف الفلسطيني وتمسكها بثوابتها الراسخة ومرئياتها فيما يتعلق بالحل الشامل والعادل القائم على إقامة دولة فلسطينية  على حدود ١٩٦٧ ..وبالفعل هناك انعكاسات واضحة وملموسة أبرزها ما يتعلق بتراجع واحدات قناه السويس جراء الضربات الحوثية فى البحر الأحمر وتهديدها لحركة لملاحة البحرية العالمية

 

بينما فيما يتعلق بدول الخليج، فحالة الحراك المفرط للفواعل من دون الدول خاصة (حزب الله – الحوثيين- الميليشيات المسلحة فى الدول المأزومة سياسيا -) إذ جميعها تُشكل نقاط تقييم لحالة الامن لمنطقة الخليج.فعلي سبيل المثال: عديد من الاضطرابات الأمنية استهدف دول الخليج وفى مقدمتهم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية جراء إطلاق الحوثيين صواريخ ومسيرات فى إشارة لاختبار وتقييم قوة وحجم التأثير للفاعل غير التقليدي فى الإقليم العربى .

. وأعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ،  عن “قلقه” إزاء التطورات الأخيرة في اليمن، داعيا الأطراف المعنية إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتقديم المسارات الدبلوماسية على الخيارات العسكرية” وإلى “وقف التصعيد”

.

 

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد