الأطباء يدقون ناقوس الخطر حول إنخفاض عمر الإنسان بعد جائحة كوفيد 19 ومنظمة الصحة العالمية تنفي
اجرته\ رباب سعيد
مراسلة مجلة استثمارات الإماراتية شؤون مصر وشمال إفريقيا
قالت منظمة الصحة العالمية في دراسة حديثة لها إن متوسط العمر المتوقع للإنسان انخفض بنحو عامين خلال جائحة كوفيد 19، مما أدى إلى القضاء على عقد من التقدم في مجال الصحة.
وفي هذا السياق أوضح الدكتور ابراهيم عبد الحكيم استشارى التغذية العلاجية بكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة إن تأثير الذي أحدثه فيروس كورونا على الرئة كان أشد في وقت انتشار الفيرس حيث سبب فيروس كورونا المستجد في العديد من التأثيرات الضارة على الجسم، وتتفاوت تأثيراته وفقًا للعديد من العوامل المتعلقة بالشخص المصاب،
فقد يتسبب فيروس كورونا في التهاب رئوي حاد، وينتج عن ذلك ضيق شديد في التنفس ليصعب وصول الأكسجين إلى مختلف أجزاء الجسم.
كما يمنع الكلى من تنظيف الدم، وتزداد فرص الإصابة بتلف بطانة الأمعاء.
كما يتسبب فيروس كورونا في مشاكل صحية أخرى، مثل: انخفاض شديد في ضغط الدم وعدم قدرة أعضاء الجسم على القيام بعملها بشكل صحيح، وربما تصاب بالفشل التام.
يتمكن فيروس كورونا من الوصول إلى خلايا الجهاز الهضمي ليسبب بعض الأعراض، مثل: الإسهال أو عسر الهضم لدى بعض المرضى، كما يتمكن من الدخول في مجرى الدم.
ينتشر الفيروس إلى كل أجزاء الجسم إذا لم يتمكن الجهاز المناعي من القضاء عليه، ويسبب المزيد من الضرر ليهدد حياة الشخص المصاب به.
يحتاج المريض في هذه المرحلة إلى مساعدة في التنفس وتنشيط لعضلة القلب، حيث أن المرض يتسبب في ضيق حاد بالجهاز التنفسي واضطراب نبضات القلب.
وينصح استشارى التغذية العلاجية الدكتور ابراهيم عبد الحكيم استشارى التغذية العلاجية في العودة إلى ممارسة الرياضة، يفضل البدء تدريجيا في ممارسة تمارين خفيفة. وعدم ممارسة الرياضة إلى درجة تكون فيها مرهق تماما، حيث يمكن حماية الرئتين من الإرهاق من خلال السماح للجسم بالتعافي والعودة إلى كامل عافيته تدريجياً.
وحذر كذلك، أثناء التمرين، من أي أعراض غير طبيعية، مثل التعب الشديد والإرهاق وضيق الصدر أو الألم وخفقان القلب والدوار وفرط التعرق. فإذا واجهت أيًا من هذه الأعراض، يجب عليك أن تتوقف عن ممارسة الرياضة على الفور. ويجب على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أو الذين يعانون من أمراض كامنة استشارة الطبيب قبل ممارسة الرياضة
وكان أظهر تقرير الإحصاءات الصحية السنوي أنه بين عامي 2019 و 2021، انخفض متوسط العمر المتوقع العالمي (1.8سنة) إلى 71.4 عامًا، وهو نفس المستوى الذي كان عليه في عام 2012.
وقد أشارت دراسة من الصين سابقا إلى أن العديد من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، يمكن أن يصابوا بتلف الكبد.
وأوضح أن ما يقرب من 14 مريضًا تم شفاؤهم من COVID-19 وتم تشخيصهم بخراجات كبدية “كبيرة بشكل غير عادى” ومتعددة المضاعفات ما بعد المرض
فى هذا الصدد قال الدكتور طارق الشاذلي استشارى الجهاز الهضمي والكبد وعلاج السمنة بطب القصر العيني أن الكبد عضوًا مهمًا في الجسم حيث أنه يعمل على تطهير الجسم من السموم، وتنظيم الجهاز الهضمى، ويعد الإصابة بخراج الكبد هو أكياس مليئة بالصديد تظهر عليه ويجب علاجها على الفور.
وأشار أن الإصابة بخراج الكبد يكون بسبب عدوى تنتشر من الأعضاء المجاورة له، ويمكن علاج هذه الحالة بسهولة إذا تم تشخيصها مبكرًا، كما يمكن أن تصبح هذه الإصابة مزمنة إذا لم يتم علاجها فى الوقت المحدد.
ويأكد استشارى الكبد الدكتور طارق الشاذلي أن هناك العديد من المضاعفات الصحية الناتجة عن إهمال علاج خراج الكبد، ومنها تعفن الدم، وهو عدوى دموية مهددة للحياة،
مثل وجع بطن سعال جاف والبول الداكن
خاصة أن لدى المرضى مناطق كبيرة من فصوص الكبد فى مواقع متعددة، مما يتطلب المتابعة الصحية والاستشفاء.
وقدرت دراسة سابقة نُشرت في مجلة لانسيت في مارس الماضي أن متوسط العمر المتوقع العالمي قد انخفض بنحو (1.6 سنة) خلال الجائحة.
وقالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن الانخفاض أظهر أن المكاسب الصحية “هشة”، حيث أدى كوفيد-19، إلى محو سنوات من التقدم
اعتمدت الأمم المتحدة في عام 2015، 32 هدفًا من أجل التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة، منها خفض معدل وفيات الأمهات في العالم إلى أقل من 70 لكل 100 ألف ولادة حية، وإنهاء وفيات الأطفال دون سن الخامسة التي يمكن الوقاية منها، وإنهاء أوبئة الإيدز والسل والملاريا وغيرها من الأمراض.
وعلى الرغم من تقدم في بعض الجوانب إلا أن خبراء منظمة الصحة يقولون إن الأرقام “غير مقبولة”، فعلى سبيل المثال تموت كل دقيقتين امرأة لأسباب تتعلق بالأمومة، أي ما يعادل 800 حالة وفاة كل يوم.
كما أن العالم خارج المسار الصحيح لتحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية المتمثلة في تمكين مليار شخص إضافي من الوصول إلى التغطية الصحية الشاملة والحصول على حماية أفضل من حالات الطوارئ الصحية.
وقال التقرير إنه من المتوقع أن يحصل 585 مليون شخص آخر على الرعاية الصحية دون تكبد تكاليف “كارثية” بحلول عام 2025، بينما من المتوقع حماية 777 مليون شخص آخر من حالات الطوارئ الصحية بحلول عام 2025.
ورغم أن كلا الرقمين يعكسان التقدم، إلا أنهما يقصران عن هدف المليار.
ومع ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إنه من المتوقع أن يعيش 1.5 مليار شخص إضافي حياة أكثر صحة بحلول عام 2025، محذرة من أن التسارع في جميع المجالات الثلاثة ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الأوسع بحلول عام 2030.
ومع ذلك، وجد المؤلفون أن معظم المؤشرات الصحية تتحرك في الاتجاه الصحيح على مستوى العالم على الرغم من قصرها عن تحقيق الأهداف.
وجد تقرير هذا العام أن الكوفيد، كان سببًا رئيسيًا للوفاة، حيث احتل المرتبة الثالثة من حيث أعلى سبب للوفيات في عام 2020 والثاني في عام 2021.
مات ما يقدر بنحو 13 مليون شخص خلال الوباء، وأصبح الفيروس بشكل ملحوظ السبب الرئيسي للوفاة في الأمريكيتين خلال هذين العامين.
قبل الوباء، كانت الأمراض غير المعدية مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف والسكري سبب الوفاة الأكبر. وفي حين انخفضت هذه الأمراض خلال سنوات الوباء، إلا أنها لا تزال مسؤولة عمّا يقرب من 80 في المائة من الوفيات
التعليقات مغلقة.