افتتاح معرض «فن الحين 2023» في متحف اللوفر أبوظبي
افتتح متحف اللوفر أبوظبي، أمس، النسخة الثالثة من معرض «فن الحين» المُقام في اللوفر أبوظبي، بالتعاون مع العلامة التجارية السويسرية لصناعة الساعات الفاخرة ريتشارد ميل، مواصلة لجهود المتحف والتزامه المستمر بدعم المنظومة الفنية المتميزة في المنطقة. ومن المُقرر استمرار فعاليات المعرض حتى 18 فبراير 2024.يُذكر أن معرض «فن الحين 2023» يضم سبعة أعمال فنية بين منحوتات وأعمال تركيبية كانت قد رُشِّحت لنيل جائزة ريتشارد ميل للفنون 2023، إذ تسلط هذه الأعمال الضوء على موضوع نسخة هذا العام «الشفافيات»، مُستكشفة بذلك ديناميكيات الشفافية، إضافة إلى أهميتها المادية والإدراكية. كما يتعمق المعرض، الذي يُقام لأول مرة تحت قبّة المتحف ذات التصميم الفريد، في التفاعلات بين الظلال، وانعكاسات الضوء على الماء، ووميض أشعة الشمس المتلألئة التي تميّزه بفضل موقعه.
ويسلط معرض «فن الحين 2023»، الذي تتولى تنسيقه القيّمة الفنيّة المستقلة والمستشارة في مجال الفنون مايا الخليل، الضوء على أعمال مجموعة متميزة من الفنانين القادمين من جميع أنحاء المنطقة، من أبرزهم آلاء طرابزوني، منسقة وفنانة سعودية، وفرح بهبهاني، فنانة كويتية متعددة التخصصات، وهاشل اللمكي، رسام إماراتي، ونبلة يحيى، فنانة هندية مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسارة إبراهيم، فنانة تشكيلية وأدائية سعودية، والأخوان السوريان سوسن وبحر البحر، وهما فنانان سوريان مقيمان في دولة الإمارات العربية المتحدة، وزهرة الغامدي، فنانة تشكيلية سعودية ترتبط أعمالها بالأرض.
مواهب متميزة
وفي هذا الإطار، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «نشعر بسعادة غامرة بينما نشهد انطلاق النسخة الثالثة من معرض ‘فن الحين’ في متحف اللوفر أبوظبي، وهو إنجاز ما كان ليتحقق إلا بدعم من شريكنا الدائم ‘ريتشارد ميل’ والقيّمة الفنيّة المتميزة مايا الخليل التي لبّت دعوتنا. وتُعد هذه الخطوة بمثابة تأكيد على التزامنا بإنشاء منصة للفنانين الإقليميين ليعرضوا من خلالها إبداعاتهم الفنية. لقد أبهرنا حقاً مستوى الأعمال الفنية المُستضافة في المعرض وما تظهره من تعبيرات فنية متنوعة، ويعد هذا خير برهان على المواهب المتميزة التي تزخر بها المنطقة. ونتطلع بشغف إلى استقبال زوّارنا ليكتشفوا مفهوم الشفافية من زوايا متعددة، بينما يتفاعلون مع هذا المعرض المُقام خارج قاعات العرض في المتحف وتحت قبته».
أما بیتر ھاريسون، الرئيس التنفيذي لشركة ريتشارد میل في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، فعلَّق قائلاً: «نواصل التعاون بكل فخر مع متحف اللوفر أبوظبي لنقدم مشهداً واسع النطاق تتجلّى فيه مجموعة كبيرة من المواهب الفنية التي تزخر بها منطقة الشرق الأوسط. إن الجهود المبذولة في إطار هذا المعرض لا تدعم المرشحين النهائيين في مساعيهم الرامية إلى تمهيد الطريق أمام معاصريهم والأجيال القادمة من الفنانين فحسب، بل تزيد أيضاً من إثراء الساحة الفنية عبر نخبة من المواهب الصاعدة من الشرق الأوسط. لقد التقينا هذا العام بفنانين من كافة أنحاء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ممن يتمتعون بمواهب متميزة يسيرون بها على درب النجاح، ويسعدني أن تسهم جائزة ريتشارد ميل للفنون في تعزيز مسيرتهم الفنية، كما أتطلع إلى التقاء المتأهلين للتصفيات النهائية في معرض فن الحين 2023 والاطلاع على أعمالهم المختارة التي ستُعرض لأول مرة تحت قبة المتحف الأيقونية».
مصدر إلهام
ومن جانبها، صرحت مايا الخليل، منسقة معرض «فن الحين 2023»، إحدى عضوات لجنة التحكيم، قائلة: «لقد حظيت بشرف المشاركة في تجهيز هذه المساحة الاستثنائية التي يقام فيها المعرض في المتحف، وإنه لمن دواعي سروري أن أرى كل فنان يتفاعل مع هذا المعرض بأسلوب مرهف ومميز. ولعل أكثر ما يثير الدهشة هو أن الدعوة المفتوحة المباشِرة كانت مصدر إلهام لكل من التفاعلات المادية الملهمة والتغييرات المفاهيمية الدقيقة. وقد مثلت الشفافية في تفاعلات الفنانين إدراكاً بصرياً وقوة ثقافية وتاريخية، كما تُظهر أعمالهم مجتمعةً الهياكل المتعددة التي نرى من خلالها العالم، ونواجهه، ونتفاعل معه».
ويعمل كل فنان من الفنانين الذين جرى اختيارهم على تصوير موضوع المعرض بشكل إبداعي يجعله ينبض بالحياة من خلال استخدام مجموعة من الوسائل المختلفة. فعلى سبيل المثال، يقدم الأخوان سوسن وبحر البحر منحوتات زجاجية مصنوعة يدوياً بالتعاون مع مجموعة من الحرفيين في باب شرقي، ودمشق، وبرلين لإنجاز عملهما المعروف باسم طرطشة، بينما تستخدم آلاء طرابزوني ثلاثة ألواح من الزجاج الملون في عملها المعروف باسم «تذكّر النسيان» الذي تصوِّر من خلاله شوارع وحدود حي الخزامى في الرياض. وتقدِّم سارة إبراهيم عملها الفني «ذاكرة الجسد» الذي استخدمت في إعداده مادة حيوية مصنوعة من الطحالب، وتلخِّص فيه عملية التنفس، وهي حركة عميقة وغير مرئية تربط جميع أشكال الحياة عبر الزمن. أما نبلة يحيى، فتستخدم تمثيلاً خرائطياً ثلاثي الأبعاد لقناة السويس التي يبلغ طولها 164 كيلومتراً لإنشاء عملها المعروف باسم «سوفت بانك»، في حين تكرّم فرح بهبهاني من خلال عملها عالمة فلك سورية مسلمة في القرن العاشر باستخدام الزجاج الملون والفولاذ المقاوم للصدأ والصوت. وتستخدم زهرة الغامدي أطراف أشجار ملتوية، ومخلفات بلاستيكية، وعظاماً، وحطاماً لإنجاز عملها المعروف باسم «حصيلة الأنثروبوسين: كوكب مختنق»، وهو عمل فني يحثّ من يشاهده بعمق على التأمل، ويدعوه إلى إعادة التفكير في علاقتنا كبشر مع العالم الطبيعي. ويستعين هاشل اللمكي، من خلال عمله فورمنيفرا بما لديه من خبرته كرسام للبحث في كيفية تفاعل طبقات متعددة من القماش مع الأصباغ الطبيعية، واستكشاف الأهمية المادية والثقافية للأصباغ.
لجنة التحكيم
ومن الجدير بالذكر أن عملية اختيار المُرشحين النهائيين لجائزة ريتشارد ميل للفنون قد تمت من خلال لجنة تحكيم مرموقة مكونة من ستة أعضاء، على رأسهم الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار في وزارة الخارجية، رئيس منصة «أ.ع.م اللامحدودة»، أحد كبار جامعي الأعمال الفنّية، ورعاة مركز بومبيدو والمتحف البريطاني ومؤسسة الشارقة للفنون، والدكتورة ثريا نجيم، مديرة قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر، المديرة السابقة لإدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي، ومايا الخليل، قيّمة فنيّة مستقلة، مستشارة في مجال الفنون، المدير المؤسس السابق لمعرض أثر في جدة، ومنسقة معرض فن الحين 2023 في اللوفر أبوظبي. وتضم اللجنة كذلك كلير ليلي، مديرة حديقة يوركشاير للمنحوتات، والتي كانت ضمن لجنة الاختيار في معرض المنحوتات السنوي «Frieze Sculpture» خلال الفترة من 2012 إلى 2022 في حديقة ريجنت بارك في لندن، وعضو مجلس أمناء مؤسسة «آرت يو كيه» في لندن، ومؤسسة جورج ريكي، نيويورك، ومؤسسة جوبيتر آرتلاند، إدنبرة، والدكتور غيليم أندريه، القائم بأعمال مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي، المتخصص في المتاحف، عالم الآثار الخبير، المؤرخ الفني، ومحمد كاظم، الفنان الإماراتي الشهير الذي جرى اختياره من قبل ليكون ضمن قائمة المُرشحين لنيل جائزة معرض «فن الحين» في نسخته المُقامة عام 2021.
وقد تلقت لجنة التحكيم ما يزيد على 100 عرض من فنانين مقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لم يُرشح من بينها سوى سبعة أعمال. ومن المُقرر أن يُخْتَار فنان واحد من بين السبعة المُرشحين ليُعلَن عن فوزه بجائزة ريتشارد ميل للفنون في حفل سيُقام في مطلع عام 2024، حيث سيُمنح خلاله جائزة نقدية قيمتها 60 ألف دولار أميركي.
التعليقات مغلقة.