احتفاء إماراتي بـ«الموصل».. مهد الثقافة والتعايش
عبر حسابها الرسمي بموقع التغريدات الشهير «تويتر»، احتفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بمرور أربع سنوات على تحرير الموصل، المدينة المعروفة بمهد الثقافة والدين والتسامح والتعايش، موضحة أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد تعاونت مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، من أجل «إحياء روح الموصل»، وإعادة بناء تراثها الثقافي، ضمن جهود الدولة المستمرة لتمكين المجتمعات المختلفة للازدهار والتعايش.
وقد دعمت التغريدة بفيديو مصور عن إعمار مدينة الموصل، ذكرت فيه «في عام 2018، بدأت كل من دولة الإمارات، واليونسكو شراكة لاستعادة التراث الثقافي والديني الشهير لمدينة الموصل، في إطار مبادرة «إحياء روح الموصل»، حيث ستتم إعادة بناء جامع النوري ومئذنته، في الهضبة إلى جانب كنيستي الساعة والطاهرة، حيث ستوفر المبادرة 1000 فرصة عمل وتدريباً مهنياً للشعب العراقي الشقيق، كما سيوفر المشروع تغطية محورية لقطاع السياحة في الموصل لدفع النمو الاقتصادي في المستقبل.. إن التزام دولة الإمارات بترميم المواقع الإسلامية والمسيحية هو جزء من جهودها المستمرة في تعزيز السلام والتعايش الإقليمي».
كما نوهت الوزارة، عبر حسابها بـ«تويتر» أيضاً، إلى تغريدة معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، حول جهود #الإمارات في إعادة بناء وترميم المواقع التراثية في الموصل، وقالت فيها معاليها: «لقد تزامن إعادة بناء الجامع النوري الكبير مع احتفاء دولة الإمارات بمئوية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في عام 2018، ما سلط الضوء على حرصنا على إحياء إرث المغفور له الشيخ زايد ودعم جهود أشقائنا في العراق في النمو والاستقرار، وفي إعادة بناء مواقع تراثية دمرها أعداء التاريخ».
مرحلة جديدة
ويذكر أن مشروع إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء وكنيستَي الطاهرة والساعة، قد دخل مرحلة جديدة تقربها من استعادة رمزيتها الحضارية والثقافية كمنارة للتسامح والتعايش الإنساني، ضمن المشروع الذي يلقى دعماً مباشراً من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشارك وزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات، وحكومة العراق في معرض عن المشروع برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» على هامش الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للعمارة «بينالي البندقية»، والذي اُفتتح 22 مايو الماضي ويستمر حتى 21 نوفمبر المقبل.
ويبرز المعرض تراث هذه المدينة المتمثل في التعايش السلمي الذي يعود لآلاف السنين، ويلقي الضوء على قدرة مختلف المجتمعات المحلية فيها على الصمود في مواجهة الأحداث الصادمة، ويتضمن عرضاً لأحداث التاريخ الحديث للمدينة بحسب الترتيب الزمني وتوقعات للمستقبل، وتتوزع فعاليات المعرض على أربع قاعات تتنوع موضوعاتها بين الدمار والتحرير والإجراءات المتخذة والمستقبل.
وكانت اللجنة المشتركة التابعة لليونسكو، والمعنية بإعادة تأهيل وإعادة بناء جامع النوري ومئذنته الحدباء، قد حددت الخطوات المستقبلية لإعادة بناء هذه المعالم الثلاثة البارزة في مدينة الموصل القديمة في العراق، حيث يمثل هذا العمل جزءاً من مبادرة اليونسكو «إحياء روح الموصل»، وتركز المراحل القادمة على إعداد تصميم مفصَّل يولي الأولوية لإعادة تأهيل الجناح الشرقي من المجمع، الذي يضمُّ بين جنباته قاعة الصلاة.
وسيعاد بناء هذا المبنى إلى ما كان عليه قبل تدميره في عام 2017، تلبية لرغبات أهل الموصل التي أعربوا عنها في الدراسة الاستقصائية التي أجرتها جامعة الموصل في العام الماضي، وفي الوقت نفسه، تُجرى دراسة لهيكلية المنارة الحدباء من أجل تهيئتها لإعادة بنائها كسابق عهدها قبل التدمير في عام 2017، وذلك بناءً على رغبة سكان المدينة، مما يقتضي اتخاذ تدابير من أجل تثبيتها.
الطاهرة والساعة
تشمل هذه المرحلة ترميم كنيستَي الطاهرة والساعة والذي سيبدأ بحلول نهاية هذا العام، حيث يحظى المشروع بدعم من دولة الإمارات ويصبو إلى إعادة تأهيل وإعمار المعالم التاريخية في الموصل، ولا سيما جامع النوري الذي يكتنز دلالات عميقة، ومئذنته الحدباء الشهيرة التي يبلغ طولها 45 متراً، والتي بُنيت منذ أكثر من 840 عاماً مضت. وتحرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها مع اليونسكو، ودعم أنشطتها ومبادراتها وبرامجها لمصلحة شعوب العالم بما يعزز قيم المحبة والسلام والتسامح، وتعد الإمارات سادس الدول المانحة لليونسكو، وتقدم دعماً وتمويلاً لكثير من المشاريع المحلية والإقليمية والعالمية. ويوفّر المشروع فرص عمل ويُتيح فرصاً للتدريب من خلال الممارسة بالشراكة مع المركز الدولي لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها.
التعليقات مغلقة.