اتفاقيات ومبادرات جديدة لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» لدعم العمل المناخي
أكدت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، مواصلة جهودها في العمل المناخي، وتنفيذ خطط الشركة التنموية التي ترسّخ دورها كمساهم رئيسي في نشر حلول الطاقة النظيفة، وداعم لجهود المجتمع الدولي في مواجهة تحديات التغير المناخي.
وسجلت «مصدر» مشاركة بارزة في فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 27» الذي أُقيم في مدينة شرم الشيخ بمصر مؤخراً، حيث وقعت «مصدر» عدداً من الاتفاقيات المهمة التي تسهم في تعزيز مشاريع وأنشطة الشركة التجارية وتدعم استراتيجيتها بعيدة المدى التي تهدف إلى ضمان مستقبل مستدام، وتسهم في دعم الأهداف الاقتصادية التنموية والاجتماعية لدولة الإمارات، والمضي قدماً في تحقيق استراتيجية الدولة في الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
أكدت «مصدر» لـ«الاتحاد» أن مشاركتها في مؤتمر «كوب 27» حققت أهدافها، من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية التي تدعم خطط الشركة التنموية بقطاع الطاقة النظيفة، وترسّخ دورها في دعم الجهود العالمية بشأن العمل المناخي، حيث شكل مؤتمر الأطراف الأخير فرصة للتواصل مع نخبة من صناع القرار والخبراء العالميين في مجال المناخ، إضافة إلى توطيد علاقات التعاون مع شركاء «مصدر» في جمهورية مصر العربية. وتتطلع «مصدر» إلى مواصلة العمل مع مختلف الأطراف من أجل تحقيق تقدم ملموس في مجال تحوّل الطاقة، وتمهيد الطريق لاستضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب 28».
طاقة الرياح
وشهد «كوب 27» التوقيع على اتفاقية مهمة بين كل من «إنفينتي باور»، الشركة المشتركة بين «مصدر»، و«إنفينتي انرجي» من جهة، وشركة «حسن علّام للمرافق»، والحكومة المصرية من جهة أخرى، وذلك بهدف تطوير مشروع لطاقة الرياح البرية بقدرة 10 جيجاواط في مصر، حيث يعد المشروع واحداً من أضخم مشاريع طاقة الرياح في العالم.
وستنتج محطة طاقة الرياح بقدرة 10 جيجاواط عند اكتمالها 47790 جيجاواط ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً، وستسهم في تفادي انبعاث 23.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل 9% تقريباً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الحالية في مصر. وستوفر محطة طاقة الرياح البرية الجديدة لمصر ما يقدر بنحو 5 مليارات دولار من تكاليف الغاز الطبيعي السنوية، إضافة إلى توفير ما يصل إلى 100 ألف فرصة عمل، فيما تقدر العمالة المباشرة في مرحلة البناء بحوالي 30 ألف شخص، كما سيوظف نحو 70 ألف شخص بشكل غير مباشر، بجانب إضافة حوالي 3200 وظيفة للتشغيل والصيانة بعد انتهاء عمليات بناء المحطة.
محطة للهيدروجين
كما شهد مؤتمر «كوب 27» أيضاً توقيع «مصدر» وائتلاف شركائها «انفنيتي باور القابضة»، وشركة «حسن علام للمرافق»، اتفاقية إطارية مع مؤسسات مصرية حكومية رائدة لتطوير مشروع للهيدروجين الأخضر بقدرة 2 جيجاواط ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
ووفقاً للاتفاقية، سيدخل الائتلاف في اتفاقية إطارية ملزمة مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة المصرية، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، والصندوق السيادي المصري، حيث تحدد الاتفاقية الشروط والأحكام الرئيسية لبرنامج تطوير الهيدروجين الأخضر مع التركيز على المرحلة الأولى من البرنامج.
ويخطط الائتلاف خلال المرحلة الأولى من المشروع لإنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، على أن تبدأ عمليات التشغيل بحلول عام 2026، بهدف تموين سفن النقل البحري في القناة.
الطاقة النظيفة
من جهة أخرى، أسهمت شركة «مصدر» من خلال «إنفنيتي باور»، في توفير طاقة نظيفة ومتجددة لموقع انعقاد مؤتمر (COP27)، وذلك عبر محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي قامت بتطويرها في مدينة شرم الشيخ والتي دخلت حيز التشغيل تزامناً مع انطلاق فعاليات المؤتمر.
وتبلغ القدرة الإنتاجية لمحطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية 6 ميجاواط عند الذروة، حيث تنتج 11.723 ميجاواط/ ساعي من الكهرباء سنوياً، ما يكفي لتلبية احتياجات أكثر من 5000 منزل من الكهرباء، فضلاً عن المساهمة في تفادي إطلاق أكثر من 4000 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وتواصل المحطة عملها بعد الانتهاء من أعمال المؤتمر، لتوفير طاقة نظيفة ضمن مدينة شرم الشيخ على مدى السنوات المقبلة.
مذكرة تفاهم
كما وقعت «مصدر» خلال COP27 مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية لاستكشاف فرص تطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 2 جيجاواط. وتشمل مذكرة التفاهم أيضاً تبادل الخبرات والمعرفة في مجالات الطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية، بما في ذلك تحويل الكهرباء وتوزيعها وتصديرها.
الطاقة بأفريقيا
وعلى هامش فعاليات مؤتمر الأطراف، أصدرت «مصدر» ومنصة «أسبوع أبوظبي للاستدامة» تقريراً متخصصاً تحت عنوان «ثورة الطاقة الخضراء في أفريقيا: دور الهيدروجين في الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة غير المستغلة في أفريقيا».
ووجد التقرير أن أفريقيا مؤهلة للاستحواذ على 10% من سوق الهيدروجين الأخضر العالمية، ما يسهم في توفير 3.7 مليون فرصة عمل وإضافة ما يصل إلى 120 مليار دولار للناتج المحلي الإجمالي.
أسبوع الاستدامة
ومن جانب آخر، فقد عقد أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي تستضيفه «مصدر»، سلسلة من الجلسات النقاشية خلال مؤتمر المناخ COP27، بهدف تعزيز الحوار الفاعل بين مختلف الأطراف المعنية في العالم حول الحلول العملية التي تدعم جهود العمل المناخي وسبل المضي قدماً في تحقيق الحياد المناخي مستقبلاً.
واستضافت هذه الجلسات التي أُقيمت تحت شعار «لنعمل معاً على تنفيذ الالتزامات»، قادة من العالم والمنطقة والمجتمع المدني من مختلف قطاعات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا والقطاع الحكومي والقطاعات المالية.
وشاركت في أنشطة الأسبوع خلال المؤتمر مبادرات مصدر الاستراتيجية، وهي منصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، ومنصة شباب من أجل الاستدامة، وجائزة زايد للاستدامة.
وكانت منصة «شباب من أجل الاستدامة» قد استضافت، خلال المرحلة السابقة لانعقاد مؤتمر (COP27) في شرم الشيخ بمصر وضمن أسبوعه الأول، سلسلة من الفعاليات التي تركز على تفعيل دور الشباب، الذين يمثلون ثروة مهمة وفئة متنامية في أفريقيا.
بدورها، استضافت جائزة زايد للاستدامة العديد من الفعاليات والأنشطة، خلال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، والتي شارك فيها عدد من الفائزين السابقين والمرشحين للجائزة.
20 مليار دولار
تستثمر «مصدر» حالياً في مشاريع مستدامة بقيمة إجمالية تزيد على 20 مليار دولار، وتشمل هذه الاستثمارات التسويق الناجح للتقنيات الجديدة التي تساهم في دعم تحقيق أهداف الاستدامة لدولة الإمارات والعالم.
وتعتبر شركة «مصدر» واحدة من شركات الطاقة المتجددة الأسرع نمواً في العالم مع توقعات بأن تصل القدرة الإجمالية لمشاريعها إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030. وقد تم الإعلان في ديسمبر الماضي عن اتفاقية استراتيجية بين «أدنوك» و«طاقة» و«مبادلة» لامتلاك كل منها حصة في «مصدر» بهدف توسيع نطاق التطوير والاستثمار في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
التعليقات مغلقة.