إيمانويل ماكرون وشي يدعوان إلى مفاوضات سلام في أوكرانيا
دعا الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جين بينج، أمس، إلى مفاوضات سلام «بأسرع وقت ممكن» لوضع حد للنزاع في أوكرانيا، مؤكدين رفضهما استخدام السلاح النووي.
وشدد ماكرون على وجوب «استئناف المحادثات في أسرع وقت ممكن لبناء سلام دائم»، فيما اعتبر شي أنه «لا يمكن استخدام السلاح النووي»، مندداً بأي «هجوم يستهدف مدنيين»، في تصريحات مشتركة أدليا بها بعد لقاء ثنائي في بكين.
وقال الرئيس الصيني، خلال استقباله نظيره الفرنسي في بكين، إن لدى بكين وباريس القدرة والمسؤولية لتجاوز الخلافات والقيود فيما يمر العالم بتغييرات تاريخية كبيرة.
وأضاف شي أن العلاقات الصينية الفرنسية حافظت على زخم إيجابي وثابت بشأن العديد من القضايا من تغير المناخ إلى التنوع البيولوجي.
وأعرب الرئيس الصيني عن استعداد بلاده للعمل مع الاتحاد الأوروبي لاستئناف التعاون على جميع المستويات، وإنهاء «التدخل» والتحديات لضخ قوة دفع جديدة في العلاقات بين الجانبين.
ونقل تلفزيون الصين المركزي «سي.سي.تي.في» عن شي قوله، خلال اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في بكين، إنه يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي الالتزام بالحوار والتعاون، والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، وتعزيز التنمية والازدهار المشتركين.
وكتبت فون دير لاين عبر «تويتر» أن «العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين واسعة ومتشعبة، طريقة إدارتنا لها ستؤثر على ازدهار الاتحاد الأوروبي وأمنه»، مضيفة: «أنا في بكين لمناقشة هذه العلاقة ومستقبلها مع الرئيس شي ورئيس الوزراء لي».
ووجهت أورسولا فون دير لاين من جهتها تحذيراً أشد لهجة الأسبوع الماضي في بروكسل بقولها: «الطريق التي ستواصل فيها الصين التصرف حيال الأزمة الأوكرانية، ستشكل عاملاً حاسماً في مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين».
من جانبه، قال ماكرون إن أزمة أوكرانيا ضربت الاستقرار وأنهت عقوداً من السلام في أوكرانيا، وأضاف لنظيره الصيني شي جين بينج إنه يعول عليه «لإعادة روسيا إلى رشدها».
وأكد الرئيس الفرنسي خلال لقاء ثنائي رسمي مع شي «أعرف أن بإمكاني الاعتماد عليكم لإعادة روسيا إلى رشدها والجميع إلى طاولة المفاوضات».
وأضاف ماكرون «نحن لا نريد إنهاء الصراع فحسب، بل نريد احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وهو شرط للسلام الدائم، ونريد من ناحية عدم حدوث تصعيد على المدى القصير وتحقيق الاستقرار الدائم»، مؤكداً معارضة بلاده نشر الأسلحة النووية خارج أراضي الدول التي تمتلكها، وضرورة منع استخدامها في الصراع الحالي بأوكرانيا.
بدوره، أبدى الرئيس الصيني شي جين بينغ استعداده للاتصال بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الوقت المناسب. بدوره، استبعد الكرملين احتمال حصول وساطة صينية لوقف المعارك في أوكرانيا، معتبراً أن روسيا ليس لديها خيار سوى مواصلة هجومها.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «الوضع مع أوكرانيا معقّد وليس هناك أي أفق لحصول تسوية سياسية، وفي الوقت الحالي، ليس لدينا حل آخر غير مواصلة العملية العسكرية الخاصة».
واستهل ماكرون، أمس، محادثاته مع المسؤولين في بكين، باجتماع أول في قصر الشعب مع رئيس الوزراء لي كيانج، وقال إن «القدرة على تشارك تحليل مشترك وبناء طريق مشترك أمر بالغ الأهمية».
وشدد ماكرون على أهمية «الحوار بين الصين وفرنسا في هذه المرحلة المضطربة التي نمر بها».
ورأى الرئيس الفرنسي، أمس الأول، في اليوم الأول من زيارة الدولة التي يجريها، أن بكين يمكنها أن تضطلع «بدور رئيسي لإيجاد طريق يفضي إلى السلام» في أوكرانيا، متحدثاً عن وثيقة تضمنت 12 نقطة نشرتها بكين في فبراير بشأن الموقف الصيني.
وخلال الأسابيع الأخيرة، زادت الضغوط الدولية على الصين لحملها على الانخراط بمساعي السلام في إطار النزاع الأوكراني.
فرغم إعلان بكين الحياد رسمياً بهذا الخصوص، لم يدن شي جين بينج الهجوم الروسي، ولم يتحدث هاتفياً مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حتى الآن.
وعلى العكس، توجه شي قبل فترة قصيرة إلى موسكو، حيث جدد تحالفه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
التعليقات مغلقة.