إيطاليا: إجراءات طارئة لمحاربة الهجرة غير الشرعية
أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني أن إيطاليا ستتخذ إجراءات طارئة لمحاربة الهجرة غير الشرعية على خلفية تدفق قياسي للمهاجرين.
وقالت ميلوني، أمس، إن «ضغط الهجرة الذي تتعرض له إيطاليا منذ بداية العام لا يطاق، ولا تستطيع إيطاليا وأوروبا استقبال هذا العدد من الناس».
وأشارت الحكومة الإيطالية، أمس الأول، إلى أن نحو 126 ألف مهاجر وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية منذ بداية العام، مقارنة بـ 66 ألفا خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
ومن المقرر زيادة فترة الاحتجاز في المراكز للمهاجرين قبل ترحيلهم من 12 إلى 18 شهرا، كما سيتم تكليف وزارة الدفاع بتعزيز قدرات تلك المراكز وبناء مراكز جديدة.
في غضون ذلك، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن برلين قررت مواصلة استقبال المهاجرين واللاجئين الذين يصلون إلى إيطاليا، وذلك بعد يومين من إعلانها تعليق اتفاق طوعي مع روما لاستقبال وافدين جدد.
وبموجب برنامج تضامني في إطار الاتحاد الأوروبي، تعهدت ألمانيا بمساعدة الدول الأعضاء، مثل إيطاليا، التي تكتظ بالمهاجرين، وذلك من خلال استقبال 3500 منهم، لكنها أعلنت تعليق الاتفاق يوم الأربعاء.
بدورها، توجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى إيطاليا، بناء على مناشدة من ميلوني لزيارة لامبيدوسا لتدرك خطورة الوضع الذي تواجهه إيطاليا عقب وصول الآلاف من المهاجرين إلى الجزيرة الإيطالية الأسبوع الجاري.
وارتفع عدد المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من 232 ألف شخص، خلال الفترة بين يناير وأغسطس من العام الجاري، بزيادة قدرت بحوالي 18%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأفادت بيانات أولية للوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود والسواحل «فرونتكس»، بأن المعدلات المسجل خلال الـ8 أشهر الأولى من العام الجاري، هي الأعلى منذ عام 2016.
ولفت المصدر ذاته إلى أن هذه الزيادة كانت مدفوعة في المقام الأول بعدد الوافدين عبر وسط البحر الأبيض المتوسط، الذي يظل طريق الهجرة الرئيسي والأخطر إلى الاتحاد الأوروبي، وشكل نصف عمليات العبور غير النظامية نحو أوروبا.
وفي شهر أغسطس لوحده، تم تسجيل حوالي 57 ألف محاولة هجرة غير نظامية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، بزيادة قدرها 39 % على أساس سنوي، وهي النسبة الأعلى أيضا منذ فبراير 2016.
ويظل وسط البحر الأبيض المتوسط الطريق الأكثر نشاطا في عمليات الهجرة نحو الاتحاد الأوروبي، حيث تم الإبلاغ عن تسجيل أكثر من 114.300 محاولة هجرة في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام. وهو الرقم الأعلى خلال 7 سنوات الأخيرة.
وفي حين أشارت «فرونتكس» إلى أن نقاط الانطلاق الرئيسية للمهاجرين عبر السواحل الوسطى للبحر الأبيض المتوسط كانت من شمال أفريقيا، موضحة أن ضغط الهجرة سيتزايد على هذه الطريق، في الأشهر المقبلة.
ووفقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة، فُقد أكثر من 2325 شخصاً في البحر الأبيض المتوسط خلال العام الحالي، معظمهم انطلقوا من السواحل الوسطى للبحر الأبيض المتوسط.
وخلال الفترة من يناير إلى أغسطس، شهد طريق غرب البلقان، ثاني أكثر الطرق نشاطاً أكثر من 70550 حالة هجرة، بانخفاض بنسبة 19 %، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تشديد سياسات التأشيرات، بحسب المصدر ذاته.
وعبر قناة المانش، وصل إلى بريطانيا في أغسطس الماضي فقط، ما يقرب من 9 آلاف مهاجر، ليصل إجمالي عدد الأشخاص الذين عبروا القناة الإنجليزية في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام إلى 36250، بنسبة أقل بـ 13 %، عما كان عليه الحال في نفس الفترة من العام الماضي.
التعليقات مغلقة.