إشادة دولية برئاسة الإمارات لمجلس الأمن
أشاد أعضاء مجلس الأمن الدولي برئاسة دولة الإمارات للمجلس خلال شهر يونيو الفائت، موجهين الشكر لوفد الدولة لدى الأمم المتحدة على جهودهم الحثيثة والعمل الدؤوب الذي بذلوه طوال فترة الرئاسة، لاسيما فيما يتعلق بملفات الأمن والمناخ والسلام.
واختتمت الإمارات، أمس الأول، رئاستها الناجحة لمجلس الأمن الدولي خلال شهر يونيو، والتي تولتها للمرة الثانية خلال عضويتها، حيث منحت الأولوية في عملها لقيم الأخوة الإنسانية في تعزيز السلام واستدامته، والتغير المناخي والسلام والأمن، والتعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
واستعرضت معالي السفيرة لانا زكي نسيبة، في جلسة ختامية حضرها أعضاء المجلس في نيويورك، الجهود المبذولة خلال شهر يونيو، قائلة: «خلال رئاستنا أوصينا الدول الأعضاء التي ترغب في المشاركة وفقاً للمادة السابعة والثلاثين أن يقوموا بذلك، واستمعنا بإصغاء إلى آرائهم خلال الاجتماعات والتي أثرت النقاش».
وأضافت: «لقد كان شهر يونيو مليئاً بالقضايا المهمة في مجلس الأمن، فقد استمعنا إلى 9 إحاطات و10 إحاطات ومشاورات و4 مشاورات قائمة بذاتها، ونقاش عام، إلى جانب نقاش مفتوح، وحوار تفاعلي».
وأوضحت أن المجلس اعتمد خلال رئاسة الإمارات 7 قرارات كانت حول ليبيا وبعثة الأمم المتحدة في السودان «يونيتاميس»، وبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال «أتميس» والعقوبات الخاصة بالكونجو الديمقراطية وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي «مينوسما» وقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك «أوندوف»، والقرار التاريخي الذي قدمته الإمارات والمملكة المتحدة حول التسامح والأمن والسلم الدوليين، إلى جانب البيانات المقدمة للصحافة، لضمان الشفافية، حول قضايا مثل الحالة في السودان والأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وأشارت إلى تقديم ترجمة بلغة الإشارة للمرة الأولى في تاريخ المجلس لضمان الوصول للجميع، إلى جانب الترجمة باللغة العربية، معربة عن تمنيها استمرار ذلك خلال الرئاسة التالية للمجلس.
ومن بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، التي وجهت الشكر للإمارات خلال الجلسة الختامية، المملكة المتحدة، التي تتولى رئاسة المجلس خلال الشهر الجاري، والنمسا، والغابون التي تتولى أحد مقعدي القارة الأفريقية في مجلس الأمن، وكذلك البحرين والمغرب، وغيرها من الدول.
ووجهت سفيرة المملكة المتحدة باربرا وودوارد، الرئيسة المرتقبة لمجلس الأمن خلال يوليو، الشكر لمعالي السفيرة لانا نسيبة، قائلة: «أتقدم لك ولفريقك الرائع بالتهنئة على كل ما حققتموه، فقد أشرتِ بنجاح إلى هذه القائمة المطولة للعمل الذي شهدناه معكِ».
وأشارت وودوارد إلى قرار مجلس الأمن التاريخي الذي تقدمت به الإمارات والمملكة المتحدة، والذي يعالج للمرة الأولى بشكل مباشر المشكلة المتنامية للتحريض في حالات النزاعات، إضافة إلى التمييز والاضطهاد الذي تواجهه الأقليات الدينية في نطاق النزاعات، ويشجع منظمة الأمم المتحدة على رصد هذا الخطر، ويحث الأمين العام على تحذير المجلس بأية حالة تدعو للقلق.
وأضافت: نتقدم بخالص التهاني للإمارات العربية المتحدة للتقدم بهذه المبادرة، وأسعدنا العمل معكم حول هذا الملف.
كما نوّهت وودوارد إلى «مناقشة القضايا العاجلة الملحة الخاصة بالأمن المناخي، والتي قادتنا فيها الإمارات العربية المتحدة خلال الشهر الفائت».
من جهته، ثمن مندوب الغابون الدائم في الأمم المتحدة المهنية والشمول اللذين قادت بهما الإمارات العربية المتحدة أعمال مجلس الأمن خلال يونيو، كما أشاد باهتمام الدولة خلال رئاستها بالقضايا الأفريقية.
من جهته، وجه هانز يوخاييم نائب مندوب النمسا الدائم لدى الأمم المتحدة، الشكر لمعالي السفيرة لانا نسيبة على إعطاء بلاده الفرصة للمشاركة في النقاش المفتوح حول الأمن والمناخ والسلام، الذي عقدته الإمارات خلال رئاستها للمجلس.
وعقدت دولة الإمارات خلال شهر يونيو في مجلس الأمن، ثلاثة «أحداث رئيسة»، ركزت على العمل على تعزيز الحوار بين الأديان، ومعالجة آثار التغير المناخي على النزاعات حول العالم، وتقوية الروابط العملية بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية.
وفي 8 يونيو، استضافت دولة الإمارات إحاطة رفيعة المستوى بشأن التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، بهدف إعادة التأكيد على أهمية الحلول التي يقودها العرب في مواجهة التحديات الإقليمية، واستعراض سبل تعزيز التعاون بين المنظمتين في مجموعة من قضايا المنطقة المحورية، بما يشمل مكافحة الإرهاب، ومشاركة النساء والشباب، والاستجابات الإنسانية للكوارث الطبيعية.
ونظمت دولة الإمارات كذلك مناقشة مفتوحة على المستوى الوزاري حول التغير المناخي والسلام والأمن في 13 يونيو، حيث طرح الحدث أمثلة من بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وحالات ما بعد النزاع، والسياقات الإقليمية، وذلك لإبراز تأثير تغير المناخ على ولاية مجلس الأمن لصون السلم والأمن الدوليين.
وفي 14 يونيو، عقدت دولة الإمارات جلسة إحاطة على المستوى الوزاري، حول قيم الأخوة الإنسانية في تعزيز السلام واستدامته، وسعت من خلال هذا الحدث إلى معالجة الفجوة بين تركيز المجلس على النزاعات، والتعصب وخطاب الكراهية والتطرف الذي غالباً ما يغذيها.
واعتمد مجلس الأمن الدولي قراراً تاريخياً حول التسامح والسلم والأمن الدوليين، اشتركت في صياغته دولة الإمارات والمملكة المتحدة، أقرّ للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والتطرف، يمكن أن يؤدي إلى تفشي هذا الداء وتصعيده وتكرار النزاعات في العالم.
وناقش أعضاء مجلس الأمن خلال الشهر الماضي أيضاً مجموعة واسعة من الموضوعات، تراوحت ما بين تجديد ولايات حفظ السلام، وتحديات واسعة ومعقدة تشمل سياقات إقليمية مختلفة. ودولة الإمارات عضو في مجلس الأمن منذ شهر يناير من عام 2022، وشغلت منصب رئيس المجلس طوال شهر مارس من العام الماضي.
التعليقات مغلقة.