أول طائرة مساعدات مصرية تصل دمشق … ومسؤولون: لن تكون الأخيرة

أكد الإعلامي السوري  “عبدالجبار فرحان محمد “ (لمجلة استثمارات الإماراتية)  أن مطار دمشق الدولي أستقبل أول طائرة مساعدات مصرية حاملة على متنها 15 طنا من المساعدات الإنسانية، تلبية لاحتياجات الشعب السوري بعد سقوط  نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر 2024.

وأشار فرحان  أنها مقدمة من جمعية الهلال الأحمر المصري، و أن هذا  الأمر ليس غريب على الأشقاء المصريين الذين عبروا مرارا وتكرارا عن دعمهم الصادق والمستمر للشعب السوري عبر التاريخ،

وأوضح أن ذلك «يأتي في إطار الحرص على  الروابط الشعبية التاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين». وأن  مصر تدرك أهمية تقديم العون والمساعدة لشعب سوريا الذي يمر بأحلك الظروف والأوقات لاسيما على المستوى الاقتصادي في ظل أزمة معيشية خانقة منذ سنوات عديدة نتيجة العقوبات الدولية على النظام السابق

ولفتت  إلى أن تلك الخطوة «تأتي استكمالا لدور مصر الداعم للشعب السوري الشقيق على مدار السنوات الماضية، ولا سيما في ظل استضافة أعداد كبيرة من أبناء الشعب السوري  في مصر وتوفير الخدمات الأساسية لهم

 

تواصل مصري سوري

وبدوره أعلن وزير خارجية سوريا أسعد حسن الشيباني تلقيه اتصالا من وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أكد فيه على أهمية دور البلدين في تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة.

وكشفت الخارجية المصرية تفاصيل ما دار خلال الاتصال حيث أكد السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم الوزارة أن الوزير عبد العاطي أكد على وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السوري ودعم تطلعاته المشروعة، داعيا كافة الأطراف السورية في هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار في سوريا والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ومقدراتها ووحدة وسلامة أراضيها..

و في المقابل وصلت طائرات مساعدات عربية تباعا إلى دمشق قادمة من عدة دول، من بينها السعودية وقطر،  وفي وقت سابق  وصلت إلى دمشق الطائرة السعودية الخامسة، ضمن جسر جوي أعلنت الرياض تسييره لمساعدة الشعب السوري، إضافة إلى قطر التي أرسلت 3 طائرات

وفي هذا الصدد أكد الخبير الاقتصادي السورى  “محمد راكان مصطفي” في حديثه (لمجلة استثمارات الإماراتية )إن وصول المساعدات المصرية إلى سوريا بعد التحرير يمثل خطوة بارزة في إطار التعاون والتكامل العربي، حيث تعكس هذه المبادرة الروابط الأخوية العميقة بين الشعبين المصري والسوري، ودعم خيار الشعب السوري في بناء وطنه.

وأشار راكان  إن هذه الخطوة لا تقتصر فقط على تقديم الدعم الإنساني، بل تعكس أيضاً التزام الدول العربية بالعمل المشترك في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة

وأضاف خبير الاقتصاد أن هذه المساعدات تأتي  في سياق تعزيز العلاقات العربية، حيث تؤكد على أهمية أن يسهم التعاون العربي في دعم جهود إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية التي أصابها دمار هائل. علما ان الجامعة العربية قدرت الأضرار  في سوريا بنحو 900 مليار دولار، وهو رقم يعكس حجم الكارثة التي طالت العديد من المدن والمناطق.  فإعادة الإعمار ليست مجرد عملية بناء، بل هي استعادة للهوية والثقافة، وإعادة الأمل إلى قلوب الملايين

وأوضح محمد راكان خبير الاقتصاد  إن هذا التعاون العربي يعكس رؤية مشتركة لمستقبل أفضل، حيث يسعى إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. يتطلب ذلك تكاتف الجهود وتنسيق السياسات بين الدول العربية، مما يعزز من فعالية المساعدات  من خلال هذه الجهود، يمكن للدول العربية أن تساهم في خلق بيئة أكثر استقرارا، مما ينعكس إيجابا على حياة المواطنين

وتابع أن التزام الدول العربية يظهر  بالوقوف إلى جانب بعضها البعض، مما يعكس قوة العلاقات العربية ويعزز من مفهوم الوحدة والتضامن بين الشعوب. أي أن المساعدات ليست مجرد دعم إنساني، بل هي تجسيد لقيم الأخوة والتعاون التي تجمع بين الدول العربية. في ظل الأزمات المتعددة التي تمر بها المنطقة، ليصبح من الضروري تعزيز هذه الروابط والعمل على بناء شراكات استراتيجية تساهم في تحقيق التنمية المستدامة

وحول وصول المساعدات المصرية إلى سوريا  قال محمد اركان خبير الاقتصاد أنها تمثل نموذجا يحتذى به في التعاون العربي. فهي تعكس القدرة على توحيد الجهود من أجل تحقيق الأهداف المشتركة. وإن العمل العربي المشترك هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الراهنة وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد