«أبوظبي للاستدامة».. 15 عاماً من قيادة الإمارات للعمل المناخي والطاقة النظيفة
يعد أسبوع أبوظبي للاستدامة، المبادرة العالمية التي أطلقتها دولة الإمارات عام 2008، بهدف تسريع وتيرة التنمية المستدامة، الحدث الأبرز عالميا في مجال الطاقة المتجددة، حيث أسهم الأسبوع على مدى 15 عاماً في زيادة الزخم والاهتمام العالمي بقضايا البيئة والمناخ.
وخلال السنوات الماضية واصلت الإمارات إطلاق العديد من المبادرات الاستراتيجية لنشر حلول الاستدامة والطاقة النظيفة عالميا، بما يسهم في تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة المتجددة، ودعم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات الكربونية، ومواجهة ظاهرة التغيّر المناخي. وتكتسب دورة العام الحالي من أسبوع أبوظبي للاستدامة أهمية خاصة مع انطلاقها قبل انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، الذي يقام بالإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، حيث سيتضمن الأسبوع سلسلة من الجلسات رفيعة المستوى التي تركز على الأولويات الرئيسة للتنمية المستدامة قبل «كوب 28». وتنعقد النسخة الـ15 من أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 في الفترة ما بين 14 و19 يناير 2023، تحت شعار «معاً لتعزيز العمل المناخي وصولاً إلى مؤتمر COP28»، ليسهم بدور بارز في قيادة الحوار حول قضية التغير المناخي وذلك تمهيداً لمؤتمر الأطراف COP28، وسيوفر منصة لتحفيز الحوار الفعال بين مختلف الشركاء حول العالم من أجل ترجمة التعهدات إلى نتائج عملية تسهم في تحقيق الحياد المناخي في المستقبل وإحراز تقدم في جهود العمل المناخي المستدام.
وعلى مدى السنوات الماضية، ساهمت الإمارات بدور بارز في نشر حلول الطاقة النظيفة بالدول النامية.
ومنذ عام 1974، موّل صندوق أبوظبي للتنمية، 73 مشروعاً في قطاع الطاقة المتجددة بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 4.569 مليار درهم، استفادت منها 54 دولة في مختلف قارات العالم، حيث شملت تلك التمويلات مختلف أنواع الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية والمائية، والرياح، والطاقة الحرارية وغيرها.
وأطلق الصندوق عام 2013 مبادرة لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) بقيمة إجمالية بلغت (350 مليون دولار)، حيث موّل الصندوق ضمن المبادرة 26 مشروعاً بسعة 265 ميجاواط استفادت منها 21 دولة، خلال 7 دورات تمويلية تم تنفيذها.
وموّل الصندوق في عام 2013، صندوق الشراكة بين الإمارات ودول جزر المحيط الهادئ بقيمة (50 مليون دولار)، حيث موّل 11 مشروعاً، وبلغ إجمالي الطاقة المنتجة 6 ميجاواط. وساهم الصندوق عام 2017 بتمويل مبادرة صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول جزر البحر الكاريبي بقيمة بلغت (50 مليون دولار)، استفادت منها 16 جزيرة، بسعة 9.43 ميجاواط من إجمالي الطاقة المنتجة، خلال 3 دورات تمويلية.
وأعلنت دولة الإمارات والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» إطلاق المنصة العالمية لتسريع نشر مشاريع وحلول الطاقة المتجددة في البلدان النامية، على هامش مؤتمر «COP26» في مدينة جلاسكو بالمملكة المتحدة خلال شهر نوفمبر 2021. وتعهدت دولة الإمارات بتقديم 400 مليون دولار من خلال «صندوق أبوظبي للتنمية» لدعم المنصة في جمع تمويل لا يقل عن مليار دولار. وأطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي العام الماضي مبادرة «اتحاد 7»، بهدف توفير الكهرباء النظيفة لـ100 مليون شخص بحلول عام 2035، كما أعلنت الإمارات والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» عن إطلاق منصة عالمية لتسريع نشر مشاريع وحلول الطاقة المتجددة في البلدان النامية، مع تعهد الإمارات بتقديم 400 مليون دولار من خلال «صندوق أبوظبي للتنمية» لدعم المنصة في جمع تمويل لا يقل عن مليار دولار.
كوب 27
وخلال مشاركتها في قمة المناخ «كوب 27» بمصر مؤخراً، أكدت الإمارات استمرارها في تنفيذ مبادرات نوعية في الطاقة النظيفة قبيل استضافة الدولة لـ(كوب 28) العام الحالي. وشهدت «كوب 27» التوقيع على اتفاقية مهمة بين كل من «إنفينتي باور»، الشركة المشتركة بين «مصدر»، و«إنفينتي إنرجي» من جهة، وشركة «حسن علّام للمرافق»، والحكومة المصرية من جهة أخرى، وذلك بهدف تطوير مشروع لطاقة الرياح البرية بقدرة 10 جيجاواط في مصر، حيث يعد المشروع واحداً من أضخم مشاريع طاقة الرياح في العالم.
كما شهدت «كوب 27» أيضاً توقيع «مصدر» وائتلاف شركائها «إنفنيتي باور القابضة»، وشركة «حسن علام للمرافق»، اتفاقية إطارية مع مؤسسات مصرية حكومية رائدة لتطوير مشروع للهيدروجين الأخضر بقدرة 2 جيجاواط ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وخلال شهر نوفمبر 2022 تم توقيع شراكة استراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 جيجاواط في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035، وذلك بهدف تعزيز أمن الطاقة، ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة، ودعم العمل المناخي.
«جائزة زايد للاستدامة».. رسالة تنموية عالمية
تسهم جائزة زايد للاستدامة، بدور بارز في نشر حلول الاستدامة والطاقة النظيفة حول العالم. واختارت لجنة تحكيم الجائزة، قائمة من 30 مرشحاً سيتنافسون لنيل 10 جوائز ضمن 5 فئات تشمل الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية، حيث سيتم الإعلان عن الفائزين خلال حفل توزيع الجوائز الذي يقام اليوم الاثنين، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023.
وتأسست جائزة زايد للاستدامة عام 2008 تخليداً لإرث الأب المؤسس لدولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال الاستدامة والعمل الإنساني.
وشهدت دورة العام 2023 من الجائزة زيادة ملحوظة في عدد طلبات المشاركة، حيث تلقت 4538 طلب مشاركة، من 152 دولة، محققةً بذلك زيادة بنسبة 13% مقارنة بالدورة الماضية، ما يؤكد الاهتمام الدولي بالمشاركة في الجائزة، ونمو تأثيرها العالمي بقطاع الاستدامة، بجانب تميز فريق الجائزة في الترويج لها عالمياً. وتبلغ القيمة الإجمالية لجائزة زايد للاستدامة 3 ملايين دولار، وتوزع على المؤسسات التي تقدم حلولاً مستدامة تمتلك مقومات التأثير والابتكار والأفكار الملهمة ضمن 5 فئات. وتتنافس على الجائزة كل عام الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والمنظمات غير الربحية والمدارس الثانوية العالمية، وقد كرمت الجائزة منذ إطلاقها في عام 2008، حتى الآن، 96 فائزاً، ساهمت مشاريعهم في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 378 مليون شخص في 150 دولة. ويتم ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية تكريم 6 مدارس من ست مناطق عالمية بجائزة تصل إلى 100 ألف دولار، وهذه المناطق هي: الأميركتان، أفریقیا جنوب الصحراء الكبرى، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أوروبا وآسيا الوسطى، وجنوب آسيا، وشرق آسیا ومنطقة المحيط الهادي.
وركّز المرشحون النهائيون عن فئة الغذاء لهذا العام بشكل خاص على تحويل المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة إلى رواد أعمال يتمتعون بإنتاجية زراعية محسّنة، إما عن طريق نماذج الأعمال المبتكرة، أو من خلال استخدام التقنيات المتقدمة. وشملت قائمة المرشحين النهائيين عن فئة الغذاء كلاً من: «نورو إنترناشونال» (الولايات المتحدة الأميركية)، و«سنيرجي» (كينيا)، وينسيكت (فرنسا). ركزت مشاريع المرشحين النهائيين ضمن فئة الصحة على توفير رعاية صحية مخصصة للمجتمعات المتضررة، وشملت قائمة المرشحين النهائيين ضمن فئة الصحة كلاً من: الجمعية الاستكشافية للصحة (البرازيل)، ومركز «هيلمهولتز» لأبحاث العدوى (ألمانيا)، ومختبر «أوري» (اليابان).
من جهتهم، قدم المتنافسون في فئة الطاقة مجموعة متنوعة من الحلول التي ركزت على توسيع رقعة الوصول إلى مصادر الطاقة النظيفة ضمن المجتمعات المتضررة، مع تقديم نماذج أعمال جديدة تعزز قطاع الطاقة النظيفة الذي يضمن مشاركة الجنسين ويوفر فرصاً على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.
وشملت قائمة المرشحين النهائيين عن فئة الطاقة كلاً من: منظمة «جرين جيرلز» (الكاميرون)، و«نيورو تك» (الأردن)، و«سولار كيسوك سوليوشنز» (ألمانيا). وقدم المرشحون النهائيون عن فئة المياه مجموعة من الحلول ميسورة التكلفة لجعل الوصول إلى مياه الشرب الآمنة ومرافق الصرف الصحي أكثر سهولة ضمن المجتمعات البعيدة.
وشملت قائمة المرشحين النهائيين عن فئة المياه كلاً من: «هيليوز» (النمسا)، و«ليدرز» (بنغلاديش)، و«سيسوي انديستريز» (اليابان).
حلول مستدامة
قدم المرشحون النهائيون لجائزة زايد للاستدامة عن فئة المدارس الثانوية العالمية، حلولاً مستدامة قائمة على مشاريع يقودها الطلاب، حيث تم تقسيم المتأهلين إلى 6 مناطق جغرافية.
وشملت قائمة المرشحين النهائيين عن هذه الفئة من منطقة الأميركتين، المركز التعليمي الريفي المتكامل «نوسترا سينورا ديل كارمن» (كولومبيا)، ومدرسة «ماريا سانشيز دي تومسون التقنية» رقم 3 (الأرجنتين)، ومؤسسة «بيوس تيرا» (كولومبيا).
ومن منطقة أوروبا وآسيا الوسطى: «اي اس كريتيفنو بيرو» (صربيا)، ومعهد «نورث فليت تكنولوجي» (المملكة المتحدة)، و«رومين رولاند جيمنازيوم» (ألمانيا). وبمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: مدرسة الطلاب الموهوبين (العراق)، ومدرسة «جي أس أس» الخاصة (الإمارات)، ومدرسة العبور (مصر). ومن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى: مدرسة «شيشاير» الثانوية (نيجيريا)، ومدرسة «ماري ماونت» الثانوية (كينيا)، وكليات العالم المتحد في شرق أفريقيا – أروشا كامباس (تنزانيا). وبمنطقة جنوب آسيا: كلية دكا السكنية النموذجية (بنغلاديش)، ومدرسة وادي كوبيلا (نيبال)، ومدرسة «أوبهيزاتريك» (بنغلاديش).
فيما ضمت قائمة المرشحين من منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ: مدرسة بوهول ويزدوم (الفلبين)، وكلية كامل مسلم (فيجي)، وكلية «سانغام سادو كوبوسوامي مموريال» (فيجي).
تمثل قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة الفعالية الرئيسية ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، حيث تعمل على تمهيد الطريق لإجراء مناقشات مهمة ومحفزة للأفكار حول أجندة الاستدامة.
وتم تخصيص دورة عام 2023 من القمة من أجل تمهيد الطريق لعقد مؤتمر «كوب 28» باعتبارها تشكل فعالية بارزة تجمع الأطراف المعنية باتخاذ إجراءات حاسمة. ويستعرض برنامج القمة اليوم، رؤية مؤتمر COP28، ونتائج مؤتمر الأطراف، والمسارات التي تؤدي إلى تحقيق الحياد المناخي.
قمة الهيدروجين
تشهد الدورة الحالية من أسبوع أبوظبي للاستدامة إطلاق منصة جديدة لقطاع الطاقة العالمي من خلال إطلاق قمة الهيدروجين الأخضر الافتتاحية.
وتسهم الدورة الافتتاحية من قمة الهيدروجين الأخضر في ترسيخ وإبراز جهود أبوظبي وما حققته من إنجازات في مجال الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى توفير منصة للجهات العالمية الرائدة في هذا المجال للالتقاء وتبادل الأفكار والآراء والخبرات. وسوف تسلط القمة، الضوء على أحدث التوجهات والتطورات فيما يخص إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتحويله، ونقله وتخزينه واستخدامه.
السيدات والشباب
يعد ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، الفعالية الرئيسة التي تقام ضمن منصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، المبادرة الاستراتيجية التي أطلقتها شركة «مصدر» بهدف دعم وتمكين الأجيال الحالية والقادمة من القادة النساء في مجال الاستدامة.
وتركز دورة الملتقى لعام 2023 على بحث قضية التكيف المناخي وأهمية دور كل من التمويل والاستثمار والشراكات والتعليم وضمان تبني نهج يحقق المساواة بين الجنسين.
ويسعى أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 أيضاً إلى إشراك الشباب في العمل المناخي، من خلال منصة «شباب من أجل الاستدامة» التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، وهي مبادرة عالمية أطلقتها «مصدر» بهدف استقطاب الشباب المهنيين وطلاب الجامعات من أجل تسريع وتيرة التنمية المستدامة من خلال توفير مزيج من الأنشطة التعليمية والعملية وتمكينهم ليصبحوا قادة وسفراء للاستدامة في المستقبل.
وتركز نسخة 2023 من المنتدى على «تعزيز تمكين الشباب ومشاركتهم في جهود العمل المناخي والتحول في الطاقة».
التمويل المستدام
يعد ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام من المبادرات الرائدة لسوق أبوظبي العالمي، ويركز على زيادة الاعتماد على التمويل المستدام ودفع رأس المال نحو الاستثمارات التي لها انعكاسات إيجابية على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وتقام النسخة الخامسة من ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، ويستقطب الملتقى أكثر من 200 من القادة والمتحدثين العالمين، بهدف تشجيع الحوار بين قادة القطاع العالمين وصناع القرار من المجتمع العالمي للاستدامة وقطاع التمويل.
مشاريع جديدة
تعد شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» واحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في العالم، حيث تنتشر محفظة مشاريعها في أكثر من 40 دولة حول العالم، وتبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 20 مليار دولار. ووسعت «مصدر» محفظة مشاريعها للطاقة النظيفة لتبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية أكثر من 20 جيجاواط، فضلاً عن مساهمة هذه المشاريع في تفادي إطلاق قرابة 20 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
وجاء إطلاق مبادرة «مصدر» عام 2006، ليمثل نموذجاً حياً ومساهماً أساسياً في الحد من آثار التغير المناخي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
التعليقات مغلقة.