%35 نمو سوق «الميتافيرس» في دولة الإمارات 2023
وتسعى الشركات لتعزيز الوعي تجاه جدوى استثمار الجهات الحكومية والخاصة للاستفادة من هذه التقنيات على المدى القريب والبعيد، عبر توفير كلف التشغيل في النماذج الواقعية بأخرى افتراضية.
هيأت دولة الإمارات بنية تحتية قوية للإنترنت السريع وشبكات الاتصالات القوية التي توفر منصة لانطلاق الشركات الناشئة والكبيرة، كذلك للاستفادة من التقنيات الحديثة وبالتالي تحقيق عوائد كبيرة للاقتصاد المحلي القائم على المعرفة.
وتعمل الإمارات على جذب الشركات العاملة في تقنيات وخدمات «الميتافيرس» عبر توفير كافة عوامل النجاح لها، لاسيما البنية التشريعية والتنظيمية وتسعى إلى توظيف هذه التقنيات لفتح فرص استثمارية جديدة لتصبح الإمارات المحطة الأولى لتأسيس الشركات العاملة في هذا المجال.
رؤية استراتيجية
يقول فاسه أحمد، العضو المنتدب لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لشركة «انجين ستارتر»: «توفر دولة الإمارات بيئة جاذبة لتقنيات الميتافيرس مبنية على رؤية استراتيجية حكومية واضحة لاستشراف المستقبل. لقد مهدت دبي الطريق لترسيخ ريادتها من خلال استراتيجية الميتافيرس، وهذا يعني أن الإمارات باتت حاضنة للإبداع والابتكار للاستفادة من الفرص الكبيرة التي تقدمها تقنية «ويب 3» والميتافيرس».
وتقوم الشركة بدعم وتعزيز القطاعات الحكومية والخدمات المالية والمصرفية والتجارة والتجزئة والاتصالات والعقار والتعليم والرعاية الصحية والتسلية والترفيه.إن فرص «ويب 3» بالنسبة للشركات الحكومية والخاصة والأفراد كبيرة جداً.
ويشير أحمد إلى أن أكثر التحديات التي تواجه الميتافيرس، تتمثل في ضمان إقامة تجارب وبيئات آمنة وشاملة، لأن الثقة تبدأ مع الاستخدام المسؤول للبيانات، كما يجب مراعاة عنصر ثقة الأشخاص في الحسابات التي تم التحقق منها، فضلاً عن التأكد من أن الشخص الذي تتحدث إليه هو شخص حقيقي.
ومع نمو التبني سيكون إنشاء بيئات ومساحات «ويب 3» فرصة للعديد من القطاعات الحكومية والخاصة لتوفير تجارب مخصصة للمتعاملين معها ولكي نتمكن من بناء الثقة سواءً مع الأفراد أو الشركات، يجب ضمان توافر بنية تحتية موثوقة يمكن الوصول إليها وسرعة إنترنت بأسعار معقولة.
تقنيات جديدة
تضم دولة الإمارات عدداً كبيراً ومتزايداً من رواد الأعمال الحريصين على استكشاف التقنيات الجديدة، ومن المتوقع أن تنمو صناعة الميتافيرس بشكل قوي في 2023، مسجلة معدل نمو سنوي قدره 30% خلال الفترة من 2023 ّإلى 2030. كما تعتبر من بين الدول الأولى في سباق الميتافيرس، ومن المتوقع أن تنمو الصناعة بنسبة 30-35% على أساس سنوي لتصل إلى حوالي 4 مليارات دولار في 2023، مقارنة ب 1.5 مليار دولار في 2022. ويتوقع أن تصل قيمة سوق الميتافيرس في الإمارات إلى نحو 12 مليار دولار بحلول عام 2030.
وأوضح أحمد: شهدنا اهتماماً كبيراً بالميتافيرس مع شركات العقارات التي تستكشف حالات الاستخدام المحتملة حول التوائم الرقمية لتعزيز دورات مبيعات العقارات. وفي القطاع العام، شهدنا تركيزاً من التعليم والرعاية الصحية والجهات الحكومية لتعزيز السياحة، ومن خلال هذه المبادرة، أعطت دولة الإمارات العربية المتحدة الأولوية لإدراج قطاعي التعليم والرعاية الصحية، وكذلك قطاع السياحة وستركز جهودها على معالجة الوقت والقيود المكانية في العالم الحقيقي.
أبرز التحديات
وعن أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه الميتافيرس حالياً قال أحمد: «يواجه الميتافيرس طيفاً متعدد الأوجه من التحديات، ويمتد إلى التعقيد التقني وقابلية التشغيل البيني والخصوصية وتعديل المحتوى والفجوة الرقمية والمخاوف الأخلاقية. ويؤدي العدد القليل من المستخدمين والأجهزة المناسبة لهذه التقنيات الى إعاقة اعتماد الميتافيرس على نطاق واسع. وتتطلب معالجة هذه التعقيدات جهوداً تعاونية بشأن المعايير، والابتكار وتعليم المستخدم وتوفير اللوائح والتكنولوجيا اللامركزية يعتبر نهج التصميم الذي يركز على المستخدم، جنباً إلى جنب الإرشادات الأخلاقية أمراً بالغ الأهمية.
حاضنة للابتكار
من جانبه، يؤكد جيفات يرلي، المؤسس والرئيس التنفيذي ل«تومورو فاونديشن»، أن دولة الإمارات تتمتع بميزات كبيرة تتمثل أبرزها في وجود استراتيجيات حكومية تستشرف المستقبل، لذا تعمل الشركة على دعم قطاعات حكومية ومالية وتجزئة وعقارات وتعليم وصحة وترفيه حيث إن فرص البنية التحتية ل ويب 3 بالنسبة للشركات الحكومية والخاصة والأفراد كبيرة جداً. لقد مهدت دبي الطريق لتأكيد ريادتها من خلال استراتيجية دبي للميتافيرس، وهذا يعني أن الإمارات باتت حاضنة للإبداع والابتكار».
نساعد في «تومورو فاونديشن» القطاعات الحكومية والشركات الخاصة في الإمارات على تطوير بيئات الرعاية الصحية الافتراضية للمساعدة في دعم سرعة وإمكانية الحصول على العلاجات، فضلاً عن مراكز خدمة العملاء الرقمية وإنشاء مشاريع «التوائم الرقمية»، عبر إنشاء بيئات ثلاثية الأبعاد أقرب إلى الواقع.
وقال يرلي: «تشير التقديرات إلى نمو سنوي مركب لسوق تقنيات الميتافيرس العالمي يتراوح بين 40 وحتى 50%، وحسب بعض التقارير من المتوقع أن يصل إجمالي السوق إلى نحو 13 تريليون دولار العام 2030. وتظهر تقديرات «ديلوت وميتا» أن «الميتافيرس» سيضيف نحو 55 مليار دولار لاقتصاد الإمارات والسعودية بحلول العام 2035، وتشير الأبحاث إلى أن شركات ال «ويب 3» من الممكن أن تضيف إلى اقتصاد الإمارات نحو 4 مليارات دولار بنهاية العام 2023، حسب تقديرات شركة «ماركت ريسيرش».
وعن التحديات التي تواجهها الميتافيرس وكيف يمكن التغلب عليها، قال يرلي: «في الغالب تطلب شركات التكنولوجيا من الأفراد تكييف سلوكهم مع التكنولوجيا المستخدمة. إلا أن نهجنا مختلف قليلاً، لأننا نعلم أن هناك مليارات الأشخاص لديهم أجهزة محمولة وشبكة إنترنت وواجهات اتصال، لذا نهدف إلى توفير الحلول التي تساعد على الوصول للصفحات بسهولة وسلاسة لاحتضان الاندماج».
فرص كبيرة
قالت فيروز داوود، مؤسسة «لالافيرس»: «حقق قطاع خدمات وتقنيات الميتافيرس في الإمارات 2022 نمواً 28% ومن المتوقع أن تتضاعف هذه النسبة، لاسيما بعد إطلاق شركات أبرزها «أبل» و«مايكروسوفتت» لنظارات الواقع الافتراضي حيث سيستطيع المستخدمون تجريب التقنيات على نحو أوسع».
وأضافت: «تم استثمار أكثر من 200 مليون دولار في الإمارات بتقنيات الواقع الافتراضي والميتافيرس خلال العامين الماضيين، فيما تهدف استراتيجية دبي لزيادة مساهمة الميتافيرس في اقتصاد المدينة إلى 4 مليارات دولار 2023، ما يوفر فرصاً كبيرة للشركات الناشئة على وجه الخصوص في هذا القطاع».
وعن القطاعات الحكومية والخاصة الأعلى طلباً على خدمات الميتافيرس في الإمارات، أوضحت أن قطاع العقارات يأتي في صدارة القطاعات طلباً على تطوير «ميتافيرس» لعرض المباني قيد الإنشاء للبيع لتوفير تجربة رؤية المنزل قبل الشراء والتعرف الى المنطقة كالمرافق الترفيهية والمستشفيات والمدارس لتكون اكثر واقعية إضافة إلى خيار تصميم المنازل.
وأشارت داوود إلى أن تحديات الميتافيرس تتركز في القدرة على إقناع الجهات والشركات بالتقنيات الجديدة وجدوى استخدامها والعائد على الاستثمار فيها. وتقول: «بدأت الشركة منذ عامين تصميم بيئات ميتافيرس مختلفة للعقارات والتعليم والتسويق الإلكتروني من خلال الواقع الافتراضي وتعمل الشركة الآن على تطوير مركز تجاري افتراضي خاص بها يتضمن نسخ افتراضية للمتاجر والمطاعم وغيرها من المرافق مع منح الزوار فرصة التوصيل إلى المنازل إضافة إلى تطوير «أفتار مساعد» مبني على الذكاء الاصطناعي للتفاعل مع المستخدمين وحسب طلب كل جهة».
التعليقات مغلقة.